الأربعاء، 13 يناير 2010

التعليقات بين الحرية والتحريض

لا شك أن التعليقات تشكل أحيانا مصدرا هاما للمعلومات بالنسبة للمواقع الإخبارية، فضلا عن كونها تشكل إلى جانب الاستبيانات الإلكترونية -أحيانا- وسيلة لمعرفة ردود فعل (أو ما يسمى التغذية الراجعة) شريحة من الجمهور حول قضية ما، تثيرها هذه الوسيلة الإعلامية أو تلك.



وإن كان البعض لا يمنح هذه التعليقات أية أهمية، معتبرا أنها ليس أكثر من مجرد لغة خشبية (لغوٍ) أو رد فعل عاطفي تجاه قضية ما، فإن البعض الآخر يعتمد عليها كمادة أساسية يبني عليها جملة من المواد الصحفية حول قضية ما.


ويلجأ بعض المواقع المحلية كـ "أخبار سوريا" والدولية كـ "بي بي سي" على سبيل المثال، إلى طرح موضوع مثير للجدل، ويطلب من المتصفحين عرض وجهة نظرهم عبر بعض التعليقات.


حتى أن بعض وسائل الإعلام (بي بي سي مثلا) تتيح للمعلقين فرصة إبداء رأيهم بشكل إذاعي ومتلفز، ربما إيمانا منها بأهمية رأي المتلقي الذي يشكل شريحة واسعة من المجتمع، رغم أن هذه الوسائل تؤكد مرارا أن التعليقات أو الاستبيانات الإلكترونية، لا تعد مؤشرا دقيقا يمكن الاعتماد عليه في أي بحث علمي.


ورغم أهمية التعليقات للأسباب التي ذكرتها سابقا، غير أنها قد تتحول أحيانا إلى وسيلة لإثارة المشاكل أو النعرات الطائفية وغيرها، وهذا الأمر يضطر بعض المواقع الإلكترونية إلى وضع شروط لنشر التعليقات تبين ضرورة الالتزام بالآداب العامة وعدم تجريح الآخرين أو الإساءة إلى الدين أو الذات الإلهية.


وعادة ما تستعين بعض المواقع الإلكترونية ببرامج فلترة، لتجاوز المشكلات السابقة، لكن هذه البرامج قد تصبح سلاحا ذو حدين، فهي كونها مبرمجة بشكل ما، قد تحذف تعليقات تحوي معلومات هامة، وبالمقابل قد تتيح نشر تعليقات تتضمن إساءة ما.


ورغم حرصها الشديد على نشر أغلب التعليقات بدافع إتاحة التعبير عن الرأي، لا تسلم الوسائل الإعلامية من النقد، حيث يحملها البعض المسؤولية عن محتوى التعليقات المنشورة، فيما يتهما البعض الآخر بممارسة الرقابة وحجز الحرية في حال عدم نشرها لبعض التعليقات التي قد تراها مسيئة، وقد شهدنا في السنوات الأخيرة إغلاق بعض المواقع الإلكترونية من قبل بعض الحكومات، لمجرد نشر تعليقات تعتبرها هذه الأخيرة مسيئة لها.


من جانب آخر تلجأ بعض المواقع مثل غوغل إلى تخصيص موقع للتعليقات (غوغل إجابات) يتيح للمشتركين طرح أسئلة حول مختلف الموضوعات والإجابة عليها، غير أن هذه التجربة أثارت جدلا لدى عدد كبير من متصفحي الإنترنت، حيث يعتبرها البعض فسحة للتعبير عن الرأي، فيما يعتقد البعض الآخر أنها مجرد فسحة للتسلية، معتبرا أن تصميم الموقع (غوغل إجابات خوصا) ليس جديا، ولا يختلف كثيرا عن مواقع المنتديات التي ينشغل أغلب روادها بمناقشة قضايا غير هامة.


1 التعليقات:

  1. صحيح إن ما قلته ان التعليق على يشكل مصدراً مهما للمعلومات خاصة اذا كان هناك استفتاء ما حول موضوع معين فالتعليق يعطي الانطباع حول توجه الجمهور نحو أي جهة

    ردحذف


سلايد3

سلايد 6

كوكتيل