الخميس، 7 يناير 2010

حول التلاعب بالصور



بخلاف بعض الزملاء، أجد نفسي، من حيث المبدأ، ضد مفهوم التلاعب، أو "التطبيب" كما عبر بعض الزملاء، لأن ذلك يؤثر سلبا على مصداقية الوسيلة الإعلامية، ولاحقا على المصور الذي التقط الصورة، وربما الصحفي الذي كتب المادة الصحفية التي تحتوي الصورة "المعدلة."



وأريد أن أدعم فكرتي بمثالين عن إحدى أكبر وسيلتين إعلاميتين على المستوى الدولي، شبكة الـ "بي بي سي" ووكالة رويترز.


فقبل سنوات أعدت الـ "بي بي سي" شريطا وثائقيا عن ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، حيث تم عرض لقطات ترويجية له اظهرت الملكة، وكأنها تخرج غاضبة من إحدى جلسات التصوير، مما استدعى الـ"بي بي سي" للاعتذار والاعتراف بأن اللقطات تمت منتجتها لجعل الأمر يبدو وكأن الملكة خرجت غاضبة، في حين أن الواقع لم يكن كذلك.


وفي حادثة أخرى، قررت وكالة رويترز أن تسحب من أرسيفها جميع الصور الـ 920 التي التقطها المصور عدنان الحاج خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، وذلك بعد ان اتضح تباين في صورتين التقطهما لمكان استهدفته غارة جوية اسرائيلية في بيروت، حيث استخدم الحاج في الصورة الثانية برنامج "فوتوشوب" لإظهار مزيد من الدخان المتصاعد فوق مبان في العاصمة اللبنانية بيروت.


لكن بالمقابل تلجأ بعض وسائل الإعلام إلى تويه بعض الصور بهدف عدم الإساءة لمشاعر المتلقي، وهذه الأمر تحدثنا عنه سابقا، وقد يكون هذا العمل مبررا، شريطة أن تذكر الوسيلة الإعلامية أن الصورة تم تعديلها، وسبب التعديل.


وأورد مثالا هنا عن فضيحة سجن أبو غريب، حيث قامت وسائل الإعلام ببث مقاطع فيديو مموهة وصورا معدلة، حفاظا على مشاعر المشاهدين، وهو أمر جائز هنا لأن الصور الموجودة غير مقبولة من الناحية الأخلاقية.


0 التعليقات:

إرسال تعليق


سلايد3

سلايد 6

كوكتيل